دراسة عن وضع المرأة في المجتمع العربي و الشرقي :
لقد استطاعت المرأة في الوطن العربي كما هو الحال في بلدان العالم المتخلفة أن تحقق إنجازات كبيرة في ميادين العمل و التعليم و الحياة القانونية والاجتماعية وأن تصبح في نظر القانون إلى حد ما مكافئة للرجل في وضعياتها الاجتماعية و السياسية.
وعلى الرغم من موجة التغيرات العاصفة في موقع المرأة الاداري و السياسي و القانوني والاقتصادي و الاجتماعي , فإن الثقافة التقليدية السائدة ما زالت تقف موقفا سلبيا ازاء المرأة وجودا و أداءا ومصيرا.
فالرواسب الثقافية التي تضع المرأة في موضع القصور والدونية ما زالت في أوج قوتها ,ومازالت تجد ينابيع تاريخية غنية تدفعها إلى النشاط والحيوية في كل مرحلة أو حقبة تاريخية , و تضرب هذه الرواسب الثقافية جذورها في عمق الثقافة التقليدية التي تجعل المرأة في مرتبة أدنى من مرتبة الرجل.
و في هذا السياق تؤكد أكثر الدراسات الجارية على أن تحرر المرأة هو رهن بتحرر الرجل .
فثمة ارتباط قوي بين تحرر المرأة على حد تعبير ( روجيه غارودي) : الذي يعتقد بأن الفارق بين المرأة والرجل فارق يستند إلى ثقافة ذكورية , وإلى عالم نظمة الرجال , ولذلك فإن تحرير المرأة مرهون بدرجة تحرر الرجل من تقافة ومن خرافات وأوهام يسخر منها الواقع في كل دقيقة .
وفي الوطن العربي تلعب الأفكار التقليدية المحافظة دورها في تبرير صيغة (المرأة المتخلفة) و بالتالي فإن المرأة العربية متخلفة لأنها تعيش ضمن علاقات متخلفة . وبناء على ذلك فإن نظرة الرجل إلى المراة يحكمها عاملان أساسيان :
1) الدور الانتاجي للمرأة
2) الأفكار السائدة و المتوازنة مع المجتمع .
فالمرأة منذ طفولتها تعد لدور سلبي في الحياة الاجتماعية ((فالزواج ليس لتكون فيه شريكة حياة بل لتكون موضوع إشباع الرجل جنسيا و لتوفير مطالبه المادية و العاطفية ولا يترك للمرأة أن تتصور نفسها خارج إطار دورين اثنين هما دور الزوجة و الأم ))
إذا كانت الصور المبينة سابقا هي الصورة الاجتماعية للمرأة كما تنعكس في الدراسات النظرية , فإلى أي حد تنسجم هذه الصورة مع واقع الدراسات الميدانية الجارية في الوطن العربي ؟
للإجابة عن هذا السؤال يمكن القول بأن وضعية المرأة العربية تتحدد إضافة إلى ما سبق في منظومة أخرى من المؤشرات أهمها :
1) نسبة الأمية : إن نسبة الأمية ماتزال مرتفعة جدا في صفوف النساء العربيات وقد بلغت هذه النسبة 73% بالنسبة للواتي يتجاوزن 15 من العمر أي أن هناك 33 مليون أمية يضاف إليهن 12 مليون يقف تعليمهن عند حدود الإلمام بالقراءة و الكتابة .
وقد بلغت نسبة أمية النساء في سوريا 55.2 % عام 1979 ووصلت إلى 98 % في اليمن الشمالي عام 1979
وتشير الإحصاءات المركزية لعام 1976 أن 68 % من مجموع أميات القطر هي من الريف
2) الزواج المبكر :
تعتبر مجتمعاتنا العربية في مقدمة المجتمعات التي تسودها هذه المظاهر الخاصة بالزواج وعاداته وفي هذا الصدد تشير إحدى الدراسات إلى أن الزواج في سوريا يتحدد بظاهرتين هما :
( الزواج المبكر + غلاء المهور ) فقد بلغت نسبة المتزوجات بين 10-14 سنة 3 % في سوريا وتشير الدراسات أيضا أن 31 % من العينات من الفئة العمرية 15-19 سنة غير متزوجات بسبب غلاء المهور .
وأن 37 % من الفئة العمرية 20-24 سنة غير متزوجات للسبب نفسه
3) تعدد الزوجات والطلاق :
إن ظاهرة تعدد الزوجات منتشرة في الوطن العربي عموما , وهناك نسبة هامة من العائلات متعددة الزوجات وتقدر بـ 10 % تقريبا في الوطن العربي , ولقد سعت دول عربية عديدة لتضييق هذه النسبة (تونس – الجزائر –العراق) منعت تعدد الزوجات بشكل رسمي وفي سوريا : تطلب المحكمة من المتقدم للزواج ثانية تقديم ثبوتيات تبين أنه قادر على إعالة أكثر من زوجة , وقد بلغت نسبة الطلاق في سوريا 34 % في صفوف العمال عام 1970 و ارتفعت هذه النسبة إلى 42 % في صفوف المهن الحرة عام 1975
4) الزواج المدبر :
من إحدى العادات المتأصلة في مجتمعاتنا العربية .وفي دراسة أجرتها د.آمال عبد الرحيم : أن 77 % من أفراد العينة البالغ 347 حالة اختاروا زوجاتهم بطريقة الزواج المدبر عن طريق الأهل وأن 13 % اختاروا زوجاتهم بطريقة معاصرة .
5) زواج الأقارب :
في الكويت 95 % من الفئة الاجتماعية الاقتصادية العليا متزوجون من أقاربهم.
6) المهور :
يعد غلاء المهور من العادات المتحكمة في المجتمعات التقليدية ,ويتحول المهر أحيانا الى صفقة تجارية خالصة , ويبدو ذلك في الارتفاع الجنوني لثمن النساء خاصة في المجتمعات والشرائح الاجتماعية الأكثر تقليدية
7)عمل المرأة : يتميز خارج المنزل بصفات رئيسية :
1-التركيز على مهن معينة تشبه عمل المرأة كربة منزل ( معلمة –ممرضة-السكرتاريا )
2-إن نسبة النساء في قوة العمل منخفضة في مجال الإنتاج الصناعي و اليدوي مقارنة مع الرجال
3- أصبح للمرأة دور مزدوج حيث انها تعمل داخل المنزل وخارجه بينما الرجل يعمل خارجه فقط.